تجربتي مع عملية تنظيم الوقت

عندما كنا صغارا كان أهلنا ينصحونا دائما بتنظيم أوقاتنا وأذكر أن عندما كنت أدرس في المرحلة الإعدادية وتحديدا في الصف التاسع كنا نقوم بعمل جداول للوقت ونحدد فيه وقت المدرسة أكلنا ونومنا وماذا ندرس ومتى نرتاح وحتى متى وكم نشاهد التلفاز وكل التفاصيل التى أحتاجها لتنظيم وقتي ولكن المشكلة التى أذكرها أيضا أن لم أتقيد ولامرة بهذا الجدول لأكثر من يومين وبعدها يزول كل شيئ ويعود إلى ماهو عليه وكأن شيئ لم يكن وتسوء الأمور مع الوقت ويبدأ التقصير وأعتقد أن أغلبكم مرة بتجارب مثل هذه .

هذه التجارب الفاشلة لم تكن تنجح ولن تنجح لأن تقييد الشخص بهذه الطريقة مستحيل لأن طارئ واحد يحدث معك في اليوم قد يسبب لك تغيير الجدول وبالتالي تقل الثقة في الجدول المخصص , لذلك لنسأل أنفسنا مرة آخرى كيف ننظم وقتنا ونستغله ؟.

قبل أن أدخل بالطريقة والكيفية لنوضح اسباب إضاعة الوقت , أعتبر السبب الأول والآخير في مسألة إضاعة الوقت هو في تحديد المهام فعندما نبدأ يومنا ونحن لانملك أي مهام يتوجب علينا إنجازها فهذا يعني أن اليوم قد ضاع منك ليس فقط لأنك لاتملك المهام بل لأنك سوف تجلس طوال اليوم تفكر ماذا يجب أن افعل فتجد نفسك تتنقل بين الفايس بوك وتويتر واليوتيوب والمنتديات وأنت مازلت تفكر ماذا يتوجب علي فعله ؟ وأنا مرت بي هذه التجربة منذ عامان تقريبا ومن خلالها تمكنت من فهم الطريقة المثلى في تنظيم الوقت , تجربتي كانت في أول أيام افتتاح المدونة فأنا كنت ملزما بالتحضير لكورس التربل شووت الجديد والتحضير لمشروع التخرج في الجامعة وإعطاء كورسات تعليمية لبعض الطلاب وكتابة تدوينة بشكل شبه يومي ومتابعة منتدى عرب هاردوير وتصميم المجلة وتنسيقها (هذه المرحلة كانت بالنسبة لي المرحلة الذهبية في أستغلال الوقت ) وطبعا كنت أعاني من ضغط رهيب في تحديد مهامي ولكن تمكنت من حل المشكلة من خلال طريقة بسيطة جدا وهي الورقة والقلم ولكن هذه المرة لا أكتب برنامجي اليومي كاملا , لا أبدا , أكتب واجباتي التى يجب أن أقوم بها غدا وقبل أن أنام وألصقها على شاشة الكمبيوتر وهي عادة تكون على الشكل الآتي :

قراءة جابتر من كتاب تربل شووت , كتابة تدوينة , عرب هاردوير , التحضير للكورس الأول , الرد على رسائل البريد , التحضير للدرس الثاني , عرب هاردوير , رسالة التخرج , المجلة .

قد تعتقد أن المهام كثيرة ولكن صدقوني لايمر يوم أنظم فيه مهامي بهذه الطريقة إلا وأنفذها جميعها والحمد لله وأكيد أذكركم أن هذه المرحلة في حياتي كانت مرحلة ذهبية ملكت طاقة لا أعلم مصدرها لكن أكيد من عند الله , وأدعوك لتجربتها من اليوم أكتب لنفسك المهام التى تريد تنفيذها غدا ولاتقيد نفسك بالتوقيت لأنك سوف تخسر كل مخططك وأجعل كل مهامك إيجابية , قراءة عشر صفحات من كتاب , قراءة خمس مقالات في الشبكات , الإجابة على خمس اسئلة تقنية موجودة على المنتديات , كتابة مقال للمجلة , مشاهدة فيديو تقني عن سيسكو , والخ . . . أختر لنفسك بعض المهام لكن احرص أن تكون كلها إيجابية لان باقي وقتك سوف يضيع في السلبيات لذلك لاتكتب شيئ سلبي مثل فايس بوك والخ . . .

وآخيرا تنظيم الوقت قد يكون شاقا لو أتبعت نظام الساعات والاوقات لكن لو حددت مهامك على الورقة والقلم واشدد على هذه النقطة “ورقة وقلم” حينها فقط سوف ترى أن وقتك بالفعل بدأ يستغل بشكل أفضل , لأن لو قررت أن أؤدي مهمة واحدة من مهامي بدون تخطيط مسبق لها فأنا سوف أنجح في تنفيذها لكن سوف أستغل يومي كاملا في تنفيذها لأن عدم وجود مهام آخرى في رأسي سوف يجعلني أتقاعس وأبدد وقتي في تنفيذ مهمتي الوحيدة وعندما أنتهي منها أحتاج وقت آخر لتحديد المهمة الثانية وهو مايجعلنا لانستثمر بوقتنا بشكل كافي وأنهي معكم بمقطع مصور شاهدته منذ فترة عن قيمة الوقت , يبدأ المقطع بسؤال صغير تصور لو أن هناك بنك يعطيك كل يوم 86400 دولار ويشترط عليك البنك القيام بصرف المبلغ كاملا فهل سوف تصرفه كله ؟ ويشترط عليك ايضا نقطة صغيرة وهي لو في حال لم تتمكن من صرفه فباقي المبلغ سوف يذهب منك , فهل أنت قادر على صرفه ؟ والأجابة أتركها لك فهو طبعا يقصد بالرقم عدد الثواني الموجودة في اليوم وهو الكنز الذي لديك ولابد لك من إتقان طريقة التعامل معه فهل أخذت ورقة وقلم الآن وبدأت تسجل مهامك !.ودمتم بود .­