لطالما سألت كثيرا عن سبب توقف مجلة NetworkSet وعن توقفي في كتابة المقالات في مجال الشبكات وفي هذا المقال سوف أحدثكم عن أشياء أغلبكم لا يعلمها وفيها سوف أتحدث عن قصتي مع عالم الشبكات وعالم التدوين والثورة التى أعلنتها في هذا المجال ولكن بدون أن أحدد تواريخ البداية والتطورات والقفزات التى قمت بها في هذا العالم لأسباب أحتفظ بها فقلة قليلة تعلم هذا الأمر فرحلتي مع الشبكات لن يكفيها مقال ولا عشرة.
القدر أختار لنا أحياناً أن لانرى الصورة الكاملة للأبتكار الحقيقي في شتى العلوم, فالمتخصص لن يصل إلى أكتشاف يهز العالم لأنه لا يستطيع أن يرى الصورة الكاملة بل يركز على التفاصيل الدقيقة للتخصص الذي يعمل عليه وهذا ماسوف يجعل قيمة الأكتشاف الذي سوف يصل إليه محدود. هي خاطرة بسيطة كتبتها ووجدت أن من الأفضل أن تتحول إلى مقال.
عادة أفضل وصف وتبسيط هذا الأمر بشخص متخصص بالفنون ينظر إلى جزء صغير من لوحة ويسأل نفسه لماذا الرسام خلط اللون الأصفر مع اللون الأبيض ولماذا لون هذا الجزء من اللوحة بهذا اللون, هو مسحور فقط ببعض الأجزاء. بينما شخص آخر “غير متخصص” نظر إلى اللوحة بالكامل وأدرك سحرها وفهم معانيه وفهم لماذا امتزجت هذه الألوان ببعضها البعض فهو يرى الصورة كاملة أمامه وبالتالي هو قادر على وصف مارأه بدقة لو أجتهد قليلا.
أدخل أحد الغروبات الكبيرة والعريقة على الفايس بوك محاولاً إيجاد شيئ يفيدني. مقال, معلومة, تجربة, مشكلة,,,, لكن عبث كلها أمور أستهلاكية بحته. محتاج برنامج, سؤال, فيديو, أسئلة أمتحان. الحقيقة الامر يدعو للأستغراب كثيرا بالنسبة لي فانا أشعر في هذا المكان بأن عالم الشبكات عالم ضيق ومحدود جدا وبأن كل مافيه من معلومات تم الكتابة عنها وتم شرحها بالتفصيل باللغة العربية وبأننا وصلنا إلى نهاية الطريق ولم يعد لدى هؤلاء العشرين ألف إلا طرح الأسئلة والأستفسارات.
التشاؤم والأحباط الذي يصيب الناس يصنف إلى ثلاث أنواع
- الأول مصاب بالتشاؤم والاحباط لأحداث مرت معه في الماضي اثرت على حياته بعض الشيئ ودائم التذكر لتلك الأحداث فتعكر مزاجه وتضعه في صندوق الأحباط والتشاؤم.
- الثاني هو ذلك الشخص الذي يفكر في مستقبله, متى وكيف وأين , عمل زواج, أولاد, سفر, الكثير من الأمور تقلقه وتجعله يفكر ويخطط كثيرا لمستقبل يجهل منه الدقائق الخمس التالية ماذا سوف تحمل له.
- الثالث وهو الأسوء حظاً والاكثر تشاؤماً وأحباطاً من يعيش الماضي وأحداثه وقلق بشأن مستقبله “أنسان بائس بحق”.
كل هذه الأصناف أتفقت على شيئ واحد وهو أن لايعيشوا اللحظة وأن لايقدروا أنسانيتهم الثمينة. من واقع التجربة كل مادخلت بأحد هذه المتاهات التى 100 % سوف تدفعك إلى الأحباط قل هذه الجملة بصوت مسموع لأذنيك “عيش اللحظة” لاتدع الذكريات والغيبيات تؤثر على لحظتك الآن فهي أثمن مالديك.
قد يكون هذا المقال غريباً بعض الشيء عن نوعية المقالات التي عادة ما أطرحها في افتتاحية كل عدد كونها تتحدث عن شخص معين وعن تجربة أشعر بأن لابد أن أتكلم عنها لأعطي هذا الإنسان حقه وخصوصا أن تأثيره على حياتي كان كبيراً ومؤثراً جداً.
منذ عدة أشهر أعلنت عن قسم جديد في المدونة خاص بالمقالات المترجمة، والحقيقة القسم الجديد حسن وطور من المدونة بشكل كبير وخصوصاً أن المقالات المترجمة التي نقدمها من الصعب جداً أن نجد أحد لديه الخبرة لكي يكتب عنها وقد يوجد لدينا هذه الخبرات لكن علمهم ووقتهم لنفسهم فقط بعكس الغرب الذي تطور في مجال العطاء بشكل كبير جداً وبأضعاف مضاعفة عما نحن منه، نحن أمة الإسلام وأمة العطاء وللأسف لاحياة لمن تنادي.
عندما بدأت التفكير بطريقة حياكة المقال خطر على بالي أولاً تحديد معنى الإبداع باللّغة العربية حتى يكون القارئ على دراية كاملة بما نتحدث عنه، بحثت قليلاً ووجدت تعريفاً جميلاً أنقله حرفياً: ” الإبداع هو هبة من الله، وليس للإنسان دخل فيه وهو غير مكتسب مع كثرة التدريب ..وهو أن تأتي بشيء غير مألوف و تصيغه بصياغة جميلة.. وهو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم تقييم ثم إبداع قابل للتطبيق, وأن ترى بخيالك ما لا يراه الآخرون وأن تنظم هذه الأفكار وتظهرها في بناءً جديداً انطلاقاً من عناصر موجودة..
بعد أكثر من ثلاثة أعوام من العمل التطوعي على الأنترنت وصلتني الآف الأسئلة والأستفسرات على البريد الخاص والتى تنوعت وأختلفت في كيفية طرحها وطريقة تعبيرها واليوم سوف أقدم لكم بعض الأمور التى كانت تصلني وكيف نتعلم آداب طرح الأسئلة .
في البداية دائما ما يعجبني ذلك الشخص المجتهد الذي حين يسألك ينتظر منك كلمة واحدة فقط لكي يركض ويبدأ البحث ويجتهد في جمع المعلومة. فهناك أناس يشترطوا عليك أن أرسل لهم الأجابة بالتفصيل وبالصور حصرا ولو كان هناك فيديوهات “عربية” يبقى افضل.
فتحت المدونة وجدتها مخترَقة (انْزعجت)، وجدت المخترق عربيّ (انْقهرت)، دخلت إلى السيرفر فوجدت أن كل الملفات الموجودة على المدونة بما فيها كل الأقسام الأخرى محذوفة عن بكرة أبيها (حزنت).
هذا هو التّرتيب الذي حدث لي وأنا أتابع تفاصيل عملية اختراق موقع يعتبر من أهم المواقع العربية التي تقدّم محتوى عربي تقني مجاناً من قبلِ مخترقٍ عربي، وأول ماخطر على بالي حقيقةً هو موقف مرّ معي عام 2006 عندما كانت موضة الاختراق والقرصنة هاجس لدى كل مستخدم جديد للانترنت، موقفي بإيجاز كان عبارة عن اختراق موقعين إسرائيلين عن طريق ثغرة في أحد التطبيقات والتى أتاحت لي الوصول إلى لوحة التحكم، لكن عندما أصبحت في الداخل وقفت حائرًا هل أحذف الموقع وملفاته وأضع لهم علم فلسطين وأخرج؟!!!… لا… لن أفعل ذلك فلقد وجدت الفكرة سخيفة جدًا ومن المؤكد أنّ المضمون لن يقدم رسالة لأي أحد بل سوف تزيد العقول العربية المريضة بمنظر الصفحة وهي مخترقة لذلك اتجهت إلى منتديات العاصفة (المنتدى الذي كنت أتعلم منه) وسألت ماذا بعد اختراق الموقع ؟ هل الأمر ينتهي هنا ؟ واتفقت الأغلبية على الحذف أو اختراق السيرفر بشكل كامل، لكن لم أحذف شيء، بل تركته وتركت هذا المجال كليًا بعد هذه الحادثة فلقد وصلت جزئيًا للهدف الذي أردته، وهناك لم أجد رسالة ذات مضمون حقيقي يمكن أن نقدمها للناس.
لا أفضل عادة أن يتم فهم مقالاتي التى افتتح بها أعداد المجلة مثل حب الأسبرين, مفعوله مؤقت ويختفي بعد وقت قصير جدا, لذلك أحاول دائما أن أكون واقعيا اكثر من أن أكون كاتبا يصنع الحماس الكاذب لك ويوهمك بأنك الرجل الذي يستطيع أن يغير العالم لو أراد. فعادة ما أقدم لك الواقعية في مقالاتي من خلال التجارب التى أعيشها والتى تعكس الواقع الموجود على الأرض والذي هو فعلا من الأمور الصعبة جدا تصويرها للقارئ فأنا أقع بين نارين, الاولى تقول لي لاتحبط الناس بكلامك عن الواقع والثانية تقول لي من واجبك إظهار الحقيقة مهما كان الثمن, فلو قلت لك أن زمن شهادات سيسكو والأحلام الذهبية لعالم الشهادات بدأ يختفي تدريجيا فالهدف ليس احباطك بقدر ماهو أعطائك الصورة الحقيقة لما هو موجود لذلك لاتعتبرني شخصا متشائما وهذه المقدمة أقولها لمن راسلني بهذا الخصوص.
مدونة أيمن النعيمي الشخصية 